nana
عدد الرسائل : 91 تاريخ التسجيل : 06/05/2007
| موضوع: الزَّائِرُ الَّذِي لَا بُدَ أَنْ يَزُورَكَ..هَلْ تَعْرِفْهُ الإثنين مايو 14, 2007 1:10 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الزَّائِرُ الَّذِي لَا بُدَ أَنْ يَزُورَكَ..هَلْ تَعْرِفْهُ ؟
الحمد لله وبعد ؛ فإن من الأمور الواضحات الجليات ، في دين رب الأرض والسماوات ، الإيمان بملائكته الكرام ، وهذا معلوم من الدين بالضرورة فلا يكمل إيمان عبدٍ حتى يؤمن بهم ويقر بوجودهم ، وهذا العالم هو من الأمور الغيبيات التي يطلع الله من شاء من عباده عن ماهيتها ، فلذلك يحرم القول عليهم بغير برهان بين ودليل عين .
ونسمع بعض العوام يقولون : الله يجعل عزرائيل يقبض روحك ، أو غيرها من العبارات التي توحي أن اسم ملك الموت مستقرٌ عندهم بهذا الاسم " عزرائيل " .
فما صحة نسبة اسم ملك الموت بـ " عزرائيل " ؟ وهل ورد فيه نص ؟
أولاً : ما معنى اسم عِـزْرَائِـيـل ؟ ذكر القرطبي في " أحكام القرآن " (14/62 – 63) معنى اسم " عزرائيل " فقال : واسمه عزرائيل ومعناه عبد الله .ا.هـ. ويقال أن معناه : عبد الجبار . والإمام القرطبي يقر بأن اسم ملك الموت هو عزرائيل .
ثانيا : ما ورد في القرآن عن ملك الموت : جاءت نصوص القرآن بذكر ملك الموت من غير تحديد اسم له فقال تعالى : " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " [ السجدة : 11 ] .
قال ابن كثير في تفسيره (6/360 – 361) : الظَّاهِر مِنْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ مَلَك الْمَوْت شَخْص مُعَيَّن مِنْ الْمَلَائِكَة كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَر .ا.هـ.
وجاء في آيات أخرى أن الناس تتوفاهم ملائكة وليس ملك فقال تعالى : " وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ " [ الأنعام : 61 ] .
وقال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ " [ النساء : 97 ] . وقال تعالى : " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ " [ النحل : 28 ] .
فهذه الآيات تبين أن الذي يقوم بقبض أرواح الناس هم ملائكة ، وفي الآية الأخرى سماه الله تعالى : ملك الموت ، فما هو الجمع بين هذه الآيات ؟
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان (6/504) : فتحصل أن إسناد التوفي إلى ملك الموت في قوله تعالى : " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " [ السجدة : 11 ] ، لأنه هو المأمور بقبض الأرواح . وأن إسناده للملائكة في قوله : " فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ " [ محمد : 27 ] ، ونحوها من الآيات لأن لملك الموت أعوانا يعملون بأمره . وأن إسناده إلى الله في قوله تعالى : " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا " [ الزمر : 42 ] ، لأن كل شيء كائنا ما كان لا يكون إلا بقضاء الله وقدره والعلم عند الله .ا.هـ.
فالظاهر من هذه النصوص أن الله لم يسمِ الملك الذي يقبض أرواح الناس باسم معين .
ثالثاً : ما ورد في السنة : لم يرد في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن اسم ملك الموت هو " عزرائيل " ، ولكن وردت آثار نوردها : 1 - عن وهب بن منبه قال : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل : يا إسرافيل هات ما وكلتك به . فيقول : نعم يا رب في الصور كذا وكذا ثقبة ، وكذا روح للإنس منها كذا وكذا ، وللجن منها كذا وكذا ، وللشياطين منها كذا وكذا ، وللوحوش منها كذا وكذا، وللطير منها كذا وكذا ، وللبهائم منها كذا وكذا ، وللهوام منها كذا وكذا ، وللحيتان منها كذا وكذا ، فيقول الله عز وجل : خذه من اللوح . فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، ثم يقول عز وجل : هات ما وكلتك يا ميكائيل . فيقول : نعم يا رب أنزلت من السماء كذا وكذا كيلة ، وزنة كذا وكذا مثقالا ، وزنة كذا وكذا قيراطا، وزنة كذا وكذا خردلة ، وزنة كذا وكذا درة ، أنزلت في سنة كذا وكذا كذا وكذا ، وفي شهر كذا وكذا كذا وكذا ، وفي جمعة كذا وكذا كذا وكذا ، وفي يوم كذا وكذا كذا وكذا ، وفي ساعة كذا وكذا كذا وكذا أنزلت للزرع منه كذا وكذا ، وأنزلت للشياطين منه كذا وكذا ، وأنزلت للإنس منه كذا وكذا ، وأنزلت للبهائم كذا وكذا ، وأنزلت للوحوش كذا وكذا، وللطير كذا وكذا ، وللحيتان كذا وكذا ، وللهوام كذا وكذا . فذلك كله كذا وكذا ، فيقول : خذه من اللوح . فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، ثم يقول : يا جبريل هات ما وكلتك به . فيقول : نعم يا رب أنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية في شهر كذا وكذا ، في جمعة كذا وكذا ، في يوم كذا وكذا ، وأنزلت على نبيك فلان كذا وكذا آية ، وكذا وكذا سورة ، فيها كذا وكذا آية . فذلك كذا وكذا آية ، فذلك كذا وكذا حرفا ، وأهلكت كذا وكذا مدينة ، وخسفت بكذا وكذا . فيقول : خذه من اللوح . فإذا هو مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص . ثم يقول : هات ما وكلتك به يا عزرائيل . فيقول : نعم يا رب فبضت روح كذا وكذا إنسي ، وكذا وكذا جني ، وكذا وكذا شيطان ، وكذا وكذا غريق ، وكذا وكذا حريق ، وكذا وكذا كافر ، وكذا وكذا شهيد ، وكذا وكذا هديم ، وكذا وكذا لديغ ، وكذا وكذا في سهل ، وكذا وكذا في جبل ، وكذا وكذا طير ، وكذا وكذا هوام ، وكذا وكذا وحش . فذلك كذا وكذا جملته كذا وكذا ، فيقول : خذه من اللوح . فإذا مثلا بمثل لا يزيد ولا ينقص ، فالله تبارك وتعالى علم قبل أن يكتب وأحكم ، فذلك قول الله عز وجل : " هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [ الحديد : 3 ] .
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في " العَظَمة " (394) .
قال المحقق لكتاب العظمة في الحاشية : وإسناده ضعيف لأن فيه محمد بن إبراهيم بن العلاء منكر الحديث . ولا يخلو أن يكون الأثر من الإسرائيليات التي اشتهر بروايتها وهب بن منبه .ا.هـ.
2 - عن أشعث بن شعيب رضي الله عنه قال : سأل إبراهيم عليه السلام ملك الموت واسمه عزرائيل وله عينان في وجهه ، وعين في قفاه فقال : يا ملك الموت ما تصنع إذا كانت نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ، ووضع الوباء بأرض ، والتقى الزحفان كيف تصنع ؟ قال أدعو الارواح بإذن الله فتكون بين أصبعي هاتين ، قال : ودحيت له الأرض فتركت مثل الطست يتناول منها حيث شاء ، قال : وهو الذي بشره بأنه خليل الله عز وجل .
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في " العَظَمة " (443) .
قال المحقق لكتاب العظمة : إسناده مقطوع ، ورجاله ثقات سوى حكام فإنه صدوق له غرائب ، والخبر من الإسرائيليات .ا.هـ.
وقد وجدت بعضا من القصص ورد فيها ذكر " عزرائيل " على أنه ملك الموت ، ولكني أعرضت عنها بسبب غرابتها ونكارتها الواضحة .
رابعا : كلام أهل العلم في المسألة : قال ابن كثير في البداية والنهاية (1/42) : وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحاح ، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل .ا.هـ.
وقال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي : لَمْ يَرِدْ تَسْمِيَته فِي حَدِيث مَرْفُوع وَوَرَدَ عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّ اِسْمه عِزْرَائِيل رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الْعَظَمَة .ا.هـ.
وقال أيضا في " الإتقان " ( ص 539 ) : ( ملك الموت ) اشتهر على الألسن أن اسمه عزرائيل ورواه أبو الشيخ ابن حبان عن وهب .ا.هـ.
وقال أيضا في " مفحمات الأقران في مبهمات القرآن " ( ص 45 ) : ( ملك الموت ) أخرج أبو الشيخ عن وهب أن اسمه " عزرائيل " .ا.هـ.
وقال الشيخ الدكتور محمد بن عبد الوهاب العقيل في كتابه " معتقد فرق المسلمين واليهود والنصارى والفلاسفة والوثنين في الملائكة المقربين " ( ص 55 ) : عزرائيل : المشهور عند كثير من الناس أن هذا الاسم لملك الموت . وهذا الاسم لم يرد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة وإنما ورد في بعض الآثار والمقطوعات التي لا يجوز الاحتجاج بها فلا ينبغي تسمية ملك الموت بهذا الاسم لعدم ثبوته ، والله أعلم .ا.هـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في " معجم المناهي اللفظية " ( ص 390 ) : عزرائيل : خلاصة كلام أهل العلم في هذا : أنه لا يصح في تسمية ملك الموت بعزرائيل – ولا غيره – حديث والله أعلم .ا.هـ.
وقد ذهب بعض العلماء إلى تسمية ملك الموت بـ " عزرائيل " استنادا على الآثار الواردة آنفا ومنهم : شيخ الإسلام ابن تيمية فقد قال في الفتاوى (16/34) : الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّ جَمِيعَ الْخَلْقِ يَمُوتُونَ حَتَّى الْمَلَائِكَةُ وَحَتَّى عِزْرَائِيلُ مَلَكُ الْمَوْتِ .ا.هـ.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في الأضواء (6/504) : ظاهر هذه الآية الكريمة أن الذي يقبض أرواح الناس ملك واحد ، وهذا هو المشهور وقد جاء في بعض الآثار أن اسمه عزرائيل .ا.هـ.
خامسا : فوائد ذات صلة :
الفائدة الأولى : جاء في كتاب " فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك " في مسائل الردة سؤال نصه : مَا قَوْلُكُمْ فِيمَنْ سَبَّ عَزْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَمْ يَعْتَقِدْ مَلَكِيَّتَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ وُجُوبَ حُرْمَتِهِ وَسَمَّاهُ إزْرَائِينَ أَوْ إزْرَائِيلَ أَوْ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَسَمَّاهُمَا نَكِيرًا وَمَنْكُورًا فَهَلْ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ أَمْ لَا ؟
فَأَجَبْت بِمَا نَصُّهُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ لَا يُعْذَرُ بِجَهْلِهِ وَيُقْتَلُ وَلَوْ تَابَ قَالَ فِي الْمَجْمُوعِ : وَإِنْ عَابَ مَلَكًا أَوْ نَبِيًّا وَلَوْ فِي بَدَنِهِ قُتِلَ وَلَوْ جَاءَ تَائِبًا إلَّا أَنْ يُسْلِمَ الْكَافِرُ وَلَا يُعْذَرُ بِجَهْلٍ وَزَلَلِ لِسَانٍ أَوْ سُكْرٍ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .ا.هـ.
وجاء أيضا في " مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل " في باب الردة ما نصه : ( مَسَائِلُ ) مِنْ فَتَاوَى الشَّيْخِ سِرَاجِ الدِّينِ الْبُلْقِينِيُّ وَالشَّيْخِ عِزِّ الدِّينِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ الشَّافِعِيِّ تَتَعَلَّقُ بِشَيْءٍ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْبَابِ سُئِلَ الْبُلْقِينِيُّ عَنْ رَجُلٍ أَمْسَكَ غَرِيمًا لَهُ وَقَالَ : لَوْ وَقَفَ عِزْرَائِيلُ قَابِضُ الْأَرْوَاحِ مَا سَيَّبْته إلَّا بِحُكْمِ الشَّرْعِ فَأَجَابَ إذَا كَانَ مُرَادُهُ لَوْ وَقَفَ لِقَبْضِ رُوحِي مَا سَيَّبْته فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ إنَّمَا صَدَرَ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ وَمَعْنَى لَا أُسَيِّبُهُ وَلَوْ فِي ذَلِكَ ذَهَابُ الرُّوحِ وَهَذَا لَا يَتَعَلَّقُ بِالْمَلَكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قُلْت ) وَأَمَّا لَوْ قَصَدَ الِاسْتِخْفَافَ بِذَلِكَ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُؤَدَّبُ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الشِّفَاءِ وَأَشَارَ إلَيْهِ الشَّيْخُ بِقَوْلِهِ : لَوْ سَبَّنِي مَلَكٌ لَسَبَبْتُهُ .ا.هـ.
وجاء في كتاب " مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبهر " في باب المرتد ما نصه : وَمَنْ قَالَ لَوْ لَمْ يَأْكُلْ آدَم الْحِنْطَةَ مَا وَقَعْنَا فِي هَذَا الْبَلَاءِ فَفِيهِ اخْتِلَافٌ وَلَوْ قَالَ مَا صِرْنَا أَشْقِيَاءَ يَكْفُرْ . وَفِي الْبَزَّازِيَّةِ قَالَ : إنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَسَجَ الْكِرْبَاسَ فَقَالَ آخَرُ : نَحْنُ إذًا أَوْلَادُ الْحَائِكِ يَكْفُرُ قَالَ لِقَاؤُك عَلَيَّ كَلِقَاءِ مَلَكِ الْمَوْتِ إنْ قَالَهُ لِكَرَاهَةِ الْمَوْتِ لَا يَكْفُرْ وَإِنْ قَالَهُ إهَانَةً لِمَلَكِ الْمَوْتِ يَكْفُرْ وَيَكْفُرُ بِتَعْيِيبِهِ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ أَوْ بِالِاسْتِخْفَافِ بِهِ وَبِقَوْلِهِ : إنَّ عِزْرَائِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ غَلِطَ فِي قَبْضِ رُوحِ فُلَانٍ .ا.هـ.
الفائدة الثانية : وردت أحاديث في اسم ملك يقال له : " عِمارة " يسعر الأسعار فما صحة هذه الأحاديث ؟
الحديث ورد عن علي بن أبي طالب ، وأنس بن مالك .
أما حديث علي بن أبي طالب : عن علي قال : غلا السعر بالمدينة فذهب أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا : يا رسول اللّه غلا السعر فسعر لنا فقال : إن اللّه عز وجل هو المعطي ، وهو المانع ، وإن للّه ملكاً اسمه عمارة على فرس من حجارة الياقوت طوله مد بصره ، يدور في الأمصار ويقف في الأسواق فينادي : ألا ليغل كذا وكذا ألا ليرخص كذا وكذا .
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1211) وقال : أما حديث علي فانفرد به ابن أبي علاج ، وهو عبد الله بن أيوب بن أبي علاج الموصلي . قال ابن عدي : له أحاديث مناكير . وقال ابن حبان : يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، فلا يشك السامع أنه كان يضعها .ا.هـ.
وقال العقيلي (3/363) : إن هذا الحديث باطل لا أصل له .
وقد تعقب الحافظ ابن حجر ابنَ الجوزي في حكمه لهذا الحديث بالوضع فقال في التلخيص الحبير (3/14) : وَأَغْرَبَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَأَخْرَجَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ , فَقَالَ : إنَّهُ حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ .ا.هـ.
وذكر الطرق التي ثبت فيها بداية الحديث وهو : غلا السعر بالمدينة فذهب أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا : يا رسول اللّه غلا السعر فسعر لنا فقال : إن اللّه عز وجل هو المعطي ، وهو المانع .
رواه أبو داود (3451) ، والترمذي (1314) ، وابن ماجه (2200) ، وأحمد (2/337 ، 3/85) .
قال صبغة الله المدارس في " ذيل القول المسدد " ( ص 113) : قلت : الجملة الأخيرة التي وقعت في حديث علي وأنس اتفق الحفاظ على وضعها ، أما الجملة الأولى فهي صحيحة ثابتة فتساهل ابن الجوزي في الحكم على الجميع بالوضه فتنبه ! .ا.هـ.
وأما حديث أنس بن مالك : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملكا من حجارة يقال له : عمارة ينزل كل يوم على حِمار من حجارة فيسعر الأسعار ثم يعرج .
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (1212 ، 1213 ، 1214 ، 1215) من أربعة طرق . وأعلها ابن الجوزي فقال : ففي الطريق الأول : الزهري سرق حديث علي وجعل له إسنادا آخر . قال أبو بكر الخطيب : كان الزهري كذابا . وهذا الحديث موضوع .
وأما الطريق الثاني ففيه ابن أبي علاج وقد تقدم جرحه . وفيه حماد بن عمرو قال يحيى : كان يكذب ويضع الحديث . وقال النسائي والفلاس : متروك الحديث .
وأما الطريق الثالث ففيه السري البغدادي . قال عبد الرحمن بن خراش كان يكذب . وقال ابن عدي : كان يسرق الحديث .
وأما الرابع ففيه العباس ين بكار . قال الدارقطني : هو كذاب . وعبد الله بن المثنى ضعيف عندهم .ا.هـ.
وأورد الإمام ابن القيم هذين الحديثين في كتاب " المنار المنيف " ( ص 100 – 101) تحت فصل قال فيه : ومنها : ركاكة ألفاظ الحديث وسماجتها ، بحيث يمجها السمع ، ويدفعها الطبع ، ويسمج معناها للفطن .ا.هـ.
وأشار إلى ذلك الشيخ بكر أبو زيد في " التحديث بما قيل : لا يصح فيه حديث " ( ص 173) .
الفائدة الثالثة : سمعت ملفاً صوتيا يتكلم عن ملك يدعى " فُطرس " ، والذي يحكي قصة هذا الملك رجل رافضي يدعى جاسم الكربلائي ، وذكر كلاما عجيبا في قصة هذا الملك ، ولا أدري من أين يأتون بمثل هذه القصص ؟؟!!!
وبعد الرجوع إلى كتب اللغة عن معنى " فُطرس " وجدت ما يلي :
قال الفيروزبادي في القاموس المحيط " باب السين " " فصل الفاء " :
فُطْرُسٌ ، بالضم : رجلٌ ، ومنه : نَهْرُ فُطْرُسٍ ، ويُقال : أبي فُطْرُسٍ ، قربَ الرَّمْلَةِ ، مَخْرَجُهُ من جبلٍ قربَ نابُلُسَ .ا.هـ.
وهذا نهاية هذا البحث أسأل الله أن ينفع به . | |
|